الاثنين، 15 يونيو 2009

ديمقراطية آية الله




















ديمقراطية آية الله

أقول للذين ينبهرون بإيران الديمقراطية لا تسرفوا في الإعجاب بها حتي لا تحبطوا. فالذي يتابع مشاهد القمع الذي ترتكبه الشرطة الإيرانية هذه الأيام في حق أنصار موسوي، خصم الرئيس الإيراني في الإنتخابات، يتبين له بما لا يدع مجالا للشك كيف أن دولة آيات الله لا تتمتع بتلك الديمقراطية التي يتحدث عنها كثير من أصدقائي المدونين، الذين يقولون لي دائما، الدور والباقي علي مصر اللي مافيش فيها انتخابات رئاسية أصلا. الإنتخابات في إيران كانت علي منصب الرجل الثاني في الدولة. إذ أن الرجل الأول يكون هو المرشد الأعلي للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، والذي بيده القرارات الحاسمة في الدولة. ومعلوم أن هذا الأخير كان يساند نجاد في الانتخابات وما دام آية الله يساند مرشحا فمن الطبيعي أن الشعب عليه أن يصوت لهذا المرشح حتي يرضي الله عنه. ومع ذلك كان لسة فيه في إيران ناس ماتخدش بالجعجعة والخطب والشعارات وعارفة مصلحة بلدها فانتخبت الاصلاحيين. الناس دول عملوا مظاهرات بعد إعلان النتائج فتم توقيفهم واعتقالهم زي ما بيحصل عندنا تمام. علي لاريجاني رئيس البرلمان أعلن انه بيشك في نتائج الانتخابات. ,والرئيس الاصلاحي السابق خاتمي سوف يشارك في مسيرة احتجاج علي التزوير الانتخابي اللي حصل. إللي عاوز أقوله ان الشعوب الإسلامية لا تزال شعوب ديماجوجية يعني بتحب الجعجعة علي الفاضي يعني كل واحد مسئول ييجي يلعب علي وتر القومية شوية الناس بتصدقه وتهتف بحياته. نجاد مع انه ذو منحي إسلامي شيعي إلا أنه فكره قومي فارسي بالأساس. ولا يمكن تصور ما الذي يمكن أن يحدث لك إذا أخطأت في الحديث ذات مرة وأنت في إيران وقلت الخليج العربي بدلا من تقول الخليج الفارسي. إذن دول ناس عاوزين يحيوا الامراطورية الفارسية من جديد ولكن هذه المرة عن طريق اللعب علي وتر الصراع بين الإسلام والغرب، وذلك حتي تكتسب جمهورية إيران الاسلامية تأييد وتعاطف العالم الإسلامي. قادة الغرب يرون أن العالم علي مر العصور كانت فيه قوتان: إحداهما في الشرق والأخري في الغرب. ويمكن للغرب أن يري الصين تصعد لتتبوء مكانة القوة المناوئة للولايات المتحدة في الشرق، ولكن لا يمكنه تصور دولة إسلامية نووية تقود العالم الإسلامي ويلتف حولها جميع المسلمون ليواجهوا العالم الغربي ولو حضاريا فقط. ولولا أن إيران تسعي لنشر التشيع في العالم الإسلامي، مع العلم أنها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم الإسلامي، ولولا أنها تنطلق في تقدمها العلمي والعسكري والنووي بدوافع قومية فارسية بحتة لكانت مؤهلة بحق لقيادة العالم الإسلامي. ولكني شخصيا أرفض أن يقود العالم الإسلامي من يسب أبا بكر وعمر في خطبة الجمعة ويلعن عائشة رضي الله عنها جهارا ويشكك في عدالة بل في إيمان كثير من الصحابة ويدعي أن القرآن الذي بين أيدينا ليس كاملا، وإنما بقية القرآن مع المهدي المنتظر، إلي آخر تلك الخزعبلات التي أتت علي أصول الدين. فماذا بقي إذن في الإسلام إذا كان الفكر الشيعي الرافضي قد أتي علي كل هذه الأصول. من ناحية أخري مصر الذي تفرض عليها المعطيات الجغرافية والتاريخية والحضارية والثقافية القيام بهذا الدور تعاني العديد من المشكلات. وعلي رأس هذه المشكلات وجود قيادة عجوزة تفتقد لروح المبادرة فهي لا تبادر بشيء سوي القول بأن السلام خيار استراتيجي. بالاضافة لمبادراتها الخاصة بعقد المؤتمرات الدولية للقضية الفلسطينية، وبالتالي فمبادراتها تقتصر علي دبلوماسية التصريحات والمؤتمرات فقط. وفي ذات الوقت لا تسعي القيادة المصرية حاليا لتقديم مصر كقائد للعالم الإسلامي فهي تركز فحسب علي العالم العربي الذي لا أدري في أي مرحلة من مراحل التاريخ كان هذا عالما يجمعه كيان واحد بمعزل عن العالم الاسلامي.

هناك تعليقان (2):

أنا حر يقول...

اذا وجد الدين - وهنا اتحدث عن ي دين - وراء السياسة فاعلم ان الديمقراطية ذهبت بلا عودة
وهذا هو ما حدث في ايران فهي من البداية تعتمد على الخطب الرنانة والاصوات العالية من اجل تحقيق اهدافها وتستغل الدين للتأثير على شعوب المنطقة لاقناعهم انها بداية الدولة الاسلامية
للاسف الشعوب العربية الاسلامية لازالت تعيش وهم القومية والامة والواحدة في عصر يححتاج للانتباه لمصالحنا اولا حتى نستطيع ان نكون شيء
تحياتي

osama44 اسامه 44 يقول...

السلام عليكم
اولات اشكرك على بوستك الرائع
سيدى ارى ان ايران تتعامل مع الديمقرطيه بشكل ازدوجى
ولا ننسى ان الحاكم الحقيقى لايران ليس نجاد ولكنه ( نقمة الله الخومينى) هو الذى يسير الامور ولذلك ترى الاصلاحيين يريدون تغيير فكرة ولاية الفقيه لانها لا تؤدى حقها نحو الديمقراطيه

الى انا حر
سيدى لن نكون شيئا بمفردنا فاننا نحتاج الى كل الدول العربيه وهم يحتوجننا واكبر مثال على ذلك الاتحاد الاوربى فانظر كيف وحد الاتحاد الاوربى عملة لانه فطن ان فى الاتحاد قوه
دمتم بخير وسعاده